نداء

الخميس، 27 نونبر 2008

لا ريب أن للإعلام رسالة نبيلة تتجاوز في عمقها برامج التسلية و الأغاني إلى توعية الجمهور وتثقيفه وذلك عبر التواصل مع الناس في مختلف المواقع في إطار من الأخلاق والموضوعية. لكن وللأسف فإن بعض محطات الراديو الإذاعية تأبى إلا أن تتجاوز هذا الإطار في تحد سافر للمستمعين، ورغم الانتقادات المتكررة والتي وضعتها غير ما مرة تحت طائلة القانون فهي ما زالت تشغل نفس الطاقم من شباب مستهتر لا يراعي للمواطن المغربي حرمة أو كرامة، حيث يعمدون إلى التهكم بالمستمعين دون وازع بدعوى مناقشة قضايا المجتمع في حوارات مفتوحة يجيب من خلالها المستمعون ببراءة على عدد من الأسئلة الملغومة يفرز من خلالها هؤلاء المتطفلون على ميدان الإذاعة والتنشيط وقاحتهم الغير مقبولة لا مهنيا ولا أخلاقيا خاصة إذا كان المستمع ينتمي إلى إحدى الفئات المهمشة كأطفال الشوارع والمتسولين، فعلى سبيل المثال لا الحصر لتلك الأسئلة العجيبة يسأل المذيع أحد الأطفال المشردين:
- إلى خيروك بين ثلاثة المهن؛ حداد، نجار وصباغ أشنو غادي تختار؟
- صباغ، يجيب الولد ببراءة فيبادره المذيع المحترم بتهكم قائلا:
- آه، اخترت صباغ باش تشم ريحة الصباغة، كتفكرك في السلسيون!
إن مثل هذه البرامج في واقع الأمر يجب أن تلقى مسؤولية تنشيطها على المهتمين والباحثين في ميدان العلوم الإجتماعية أو على الأقل يباشرها أشخاص يحترمون كرامة المواطن المغربي ولا يجعلونه عرضة للسخرية والتهكم أما هؤلاء المرضى من مذيعي الدرجة الرخيصة فلا يجب أن يسمح لهم بممارسة نزواتهم التي تتجاوز حرية الصحافة والإعلام إلى حرية المواطنين وكرامتهم عبر الأثير.
وأخيرا أتمنى أن يجد هذا النداء آذانا صاغية لدى هاته المحطات الإذاعية التي تبث هذا الهراء لتراجع نفسها وتختار طاقمها بنوع من المسؤولية والإحتراف..والحر تكفيه الغمزة كما يقول المثل المغربي السائر.