أوراش لن تتم؟

الخميس، 30 أكتوبر 2008


حقا إنه لمنظر رائع وأنت تفتح النافذة على الشارع العام لتطالعك أشلاء حديقة كان من المفترض أن تكون أجمل منتزه في حينا الكائن ببلوك 1 بسيدي البرنوصي منذ زمن بعيد لولا تلاعب المسؤولين في كل حين بالميزانيات التي كانت تخصص لترميمها وتأهيلها إلى مستوى مقبول على الأقل شكلا.
ومؤخرا فقط ،وبعد أن تسامع هؤلاء المتربصين أخبار مرور الملك أيده الله وفضح منافقيه على الشارع العام المحاذي لهاته الحديقة المنكوبة وذلك لتدشين المركب الثقافي الجديد بسيدي البرنوصي، والذي انهارت فيه بعض المرافق فبل وصول الملك تحت وقع أمطار الخير التي عمت بركاتها كل المملكة، قاموا بسرعة البرق بفتح ورش عاجل من أجل تلميع صورتهم أمام هذا الزائر الغير المنتظر حيث جند في لمح البصر عشرات العمال الذين انكبوا دون توقف على تبليط أرضية الحديقة و..كنا نتوقع منهم المزيد و نحن نتابع بعين الرضا هذه المبادرة الطيبة لولا أن استيقطنا ذلك الصباح على تلك المهزلة التي تبدو في الصورة أعلاه ..
توقفت الأعمال فجأة، واختفى العمال بعد أن لملموا خيامهم و حاجياتهم وعاد الوضع لما كان عليه في السابق إن لم يعد إلى أسوأ خاصة وأن تبليط الأرضية لم يتم كما يبدو في الصورة حيث توقف في الجهة الخلفية –جهة الشعب- وحتى الزليج الذي تم ترصيفه فوق الرمل بقى مهددا بالإنجراف إذا أعادت السماء الكرة بأمطار الخير والنماء..وفضح أوراش لصوص أموال البؤساء.
فإلى متى تستمر هذه المهازل ومتى سيستفيق المواطنون من أجل المطالبة بحقوقهم في إصلاح وترميم المنظر العام؟
بل متى سيتوقف المسؤولون عن استغلال جهل أو تجاهل السكان البسطاء لمثل هاته الأشغال الضرورية تحت ضغط المتطلبات اليومية(زيت،سكر،دقيق..)؟
حقا إنه لموقف مخجل مازال يتكرر في كل أرجاء المملكة رغم الوعود الكاذبة والأوراش العاجلة و..
ورحم الله عبدا عمل عملا فأتقنه.

مؤتمر دول الإنقاذ

الجمعة، 24 أكتوبر 2008

كثر الحديث عن أسباب و نتائج الأزمة المالية و آثارها البليغة على المنظومة الرأسمالية الغربية التي تستغل اقتصاديات الشعوب المسلمة الضعيفة لاستعراض عضلاتها القوية..بل لقد بالغ البعض كثيرا وهم يتحدثون في تشف واضح عن انهيار الرأسمالية وانهيار الولايات المتحدة الأمريكية معها
قبل أسبوع فقط ، كنت أتابع البورصات في دول الخليج على إحدى الفضائيات العربية حيث تناثر عدد من رجال المال والأعمال على كراسي القاعات الإلكترونية المكيفة وهم يتابعون تراجع أسعار الأسهم في البورصات الأمريكية ويحمدون الله على أن آثار هذه الأزمة لم تمتد إلى دويلاتهم المحصنة من لعنتها كما كانوا يدعون..
واليوم (24-10-2008 ) وأنا أشعل التلفاز على نفس القناة فوجئت بالكارثة المالية التي حلت بهم فقط بعيد بداية الأزمة المالية بأسابيع
قد يستغرب البعض لهذا الإنهيار المفاجئ في بورصات الأسهم الخليجية بيد أن هذا الإستغراب سيزول حتما إذا استحضرنا ارتباط الاقتصاد في هذه الدويلات بالأخطبوط الأمريكي وخاصة إذا علمنا بأن أمريكا لن تصرف من جيبها تلك الأموال التي صادق عليها الكونجرس في إطار خطة لإنقاذ الاقتصاد في بلاد العم سام من الانهيار الفعلي ما دامت هناك بقرة حلوب لن تتخلى عن راعيها وحاميها في أوقات الشدة.
لقد حبا الله تعالى هذه البلاد العربية الإسلامية بثروات طبيعية هائلة لكن ومع الأسف قيض لها بشرا لا يقدرون لها قيمة فيبيعونها بأبخس الأثمان بل ويصرفون هاته الأثمان في سبيل تأهيل وتعزيز اقتصاديات أخرى لدول تعيش على استنزاف أرزاق الشعوب المقهورة أو تلك التي استأنست بالضعف حتى نسيت طريقها نحو القوة والتفوق واستسلمت في رضا وخنوع لمصيرها المحتوم..
إنهم اليوم أحوج ما يكونون لدعوة جديدة تعيد لأركان الإيمان قوتها وتأثيرها في نفوس مهتزة آمنت دهرا بأمريكا وقوتها ونسيت جبروت الإلاه القادر فوق أمريكا.
إنهم بحاجة ماسة إلى احتذاء نماذج قريبة في المنطقة ..نماذج حية لاستنهاض الهمم الخائرة اتخذت من عزة النفس والإباء شعارا لها فانتصرت بإمكاناتها المحدودة على كل خطط الإذلال و التركيع
وإذا كانت الآمال مفقودة في الآباء و الأجداد فإنها تبقى كبيرة وواعدة في الأبناء والأحفاد.. طبعا لا أقصد أبناء الجامعات الأمريكية ! وإلى إشعار آخر لا داعي لاستباق الأحداث والإجهاز على هاته الآمال الحالمة فقد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر..وقد يأتيك بالأخبار ما لم تزود

تالسنت..متى ستعترفين؟

الأحد، 12 أكتوبر 2008

مازالت الحكومة المغربية تحيط ملف تالسنت البترولي بهالة غريبة من التكتم كانت فعلا ستثير شكوك المواطنين لولا الإعتراف التاريخي بوجود الذهب الأسود في هاته النقطة المغمورة من تراب المملكة والذي ورد في خطاب ملكي سابق وكذا التحقيقات التي نشرت فيما بعد في عدد من المنابر الإعلامية والتي لعبت دورا كبيرا في مراجعة الأمر على مستوى الجهات العليا. بيد أن الأمر ليس بتلك السهولة المتخيلة خاصة وأن هناك طرفا آخر على الخط ما فتئ يتربص لنا الدوائر على أكثر من صعيد. إنها الشقيقة و الجارة الرقيقة الجزائر والتي تشاركنا الفرشاة البترولية رغما عنا بل وتستفيد لوحدها من الغنيمة مستغلة صمت المسؤولين في المغرب ربما لغرض أو بالأحرى أغراض في نفس يعقوب.
لقد طال هدا الصمت كثيرا وبات لزاما على الدولة توضيح الرؤية أكثر للمواطنين خاصة وأن سعر البرميل قد تجاوز المائة دولار في الأسواق الدولية والمغرب شعبا وحكومة في حاجة لهده الدولارات.
وإدا كانت الجارة العزيزة تستغل ملف الصحراء الشائك للضغط على المغرب فإن هدا الأخير من حقه المطالبة أيضا بفتح تحقيق حول الإستغلال التاريخي لجزء مهم من ثرواته الباطنية وإلى إشعار آخر نتمنى أن ينتهي هدا الصمت في أسرع وقت لأنه قد تجاوز حدود الحكمة.