حذاء الكرامة

الجمعة، 26 دجنبر 2008

دخل حذاء الصحفي منتظر الزيدي التاريخ من بابه الواسع بعد أن قذفه في وجه الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم في بغداد لوداع هذا الأخير الذي رد بابتسامة بلهاء وكأنه لا يعرف السبب؟ حيث دفع أحد الأثرياء السعوديين ملايين الدولارات للحصول على هذا الحذاء الجريء الذي أيقظ في الشارع العربي من جديد تلك الحمية العروبية التي بات يفتقدها يوما بعد يوم بعد توالي النكسات والهزائم، فخرجت المظاهرات في عدد من الدول بما فيها العراق الذي توحدت جميع أطيافه في التعبير عن تأييدها لهذا الموقف الشجاع مستنكرة القبض على الصحفي منتظر الذي يجب أن يمنح وساما من درجة فارس بعد أن أهان رئيس أكبر قوة استعمارية في العالم الذي كان من الأحرى به أن يعتذر عما سببته قواته الهمجية في العراق من خسائر في الأرواح وأضرار جسيمة في البنيات والمرافق دون المؤامرات التي تحاك صباح مساء ضد مصير الشعب العراقي واستغلال ثرواته ومقدراته..
قد يستنكر البعض هذا الموقف الذي خالف فيه منتطر أصول اللياقة وطقوس الضيافة ولكنه قد يتفق في قرارة نفسه مع ما فعله هذا الصحفي الذي عبر بالفعل عن موقف عربي أبي لا يرضى بالظلم والإهانة، موقف قد عبر عنه العراقيون عبر تاريخ مجيد في مقاومة خطط الإستعمار و الإستبداد السياسي ومازال الأمل في الشرفاء معقودا لتحرير هذه الأرض المقدسة من ربقة الإحتلال وسلطة العمالة والانتهازية..
ولكن الأمر يبقى أكبر من أن نحمل مسؤوليته للعراقيين فقط ونتخذ كراسي للفرجة والتعليقات المجانية كما يجري الآن في حصار غزة، وكما جرى قبل ذلك في غزو العراق وضرب السودان وحرب لبنان.. فإلى متى تصل الشعوب العربية والإسلامية إلى المستوى الذي تطالب فيه حكوماتها باتخاذ تدابير حاسمة تجاه ما يقع كل يوم من مآسي في هاته الدول المستضعفة؟ وإلى متى سنستمر في رفع الشعارات البراقة والخروج في مظاهرات تنتهي عادة بخطابات رنانة ثم ينصرف كل إلى ليلاه؟ بل متى سنبدأ بتغيير أنفسنا أولا من أجل التغيير الشامل لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..
وإلى ذلك الحين فإننا نتجه جميعا إلى مصير الثور الأحمر..

الدار البيضاء..أثناء العيد

الأحد، 14 دجنبر 2008



تبدو شوارع الدار البيضاء الرئيسية منها والفرعية شبه خالية مع حلول عيد الأضحى المبارك، حيث يحزم أغلب قاطنيها حقائبهم لزيارة أهليهم في عدد من المدن و المناطق النائية، ولا يبقى عادة إلا سكانها الأصليون و عدد ممن تعذر عليهم السفر لظروف خاصة أو طاب لهم المقام فيها حتى نسوا أو تناسوا من ينتظرهم في مواطنهم الأصلية..
وأنا أتجول مساء يوم العيد في إحدى القيساريات الكائنة بسيدي البرنوصي أحسست بفارق كبيرعندما طفقت أخترق أزقتها الضيقة بنوع من الخفة والنشاط لا يمكن أن يتأتى لي أو لغيري في الأيام الأخرى حيث كان الزحام يخنق أنفاس المرتادين خاصة قبيل المناسبات الإحتفالية.
وأنا أتأمل رحابة المكان مرة أخرى تبادر إلى ذهني خاطر تمنيت لو يتحقق فعلا.. لماذا لا تظل الأمور هكذا دوما؟ لماذا لا تفعل الدولة إستراتيجياتها الورقية على أرض الواقع؟ فتختط مدنا صناعية وأسواقا خارج المجال الحضري حتى يتسنى لساكنة المدينة أن تنعم ولو بنوع من الحرية في الحركة الداخلية..
قد تبدو الأمور بعيدة المنال، بيد أنها ليست مستحيلة خاصة وأن هناك مشروعا كبيرا يلوح في الأفق حول تأهيل الخط الساحلي للمدينة إلى مستوى يليق بموقعها السياحي المتميز بعد أن خسرت رهانها السياحي في أفق 2010 وخسرت معه استضافة تظاهرات كبرى لنفس السبب.
إنه الوقت المناسب فعلا لإعادة ترتيب وإعداد المجال بمختلف مظاهره وذلك وفق رؤية إستراتيجية بعيدة المدى واعتمادا على دراسات وخبرات ذوي الإختصاص وقبل كل ذلك بالتحلي بنوع من المسؤولية والصرامة في تدبير الأموال المخصصة لهاته المشاريع الإستراتيجية والتي يعول عليها لتأهيل البلد إلى مواقع رائدة كشريك لأكبر المنظومات الإقتصادية والسياسية في العالم على غرار الإتحاد الأوروبي والذي ما زال يتوقع الكثير من المغرب حتى يصل بالفعل إلى مستوى شريك فعال، قادر على فرض اختياراته و لينجح على الأقل في التخفيف من حدة العقود المبرمة مع عدد من هاته القوى الإقتصادية المتوحشة على المدى القريب والمتوسط..
وفي انتظار ذلك، ما زالت البنية التحتية تشكو وتستغيث في عدد من الحواضر الكبرى في المملكة ناهيك عن الأطراف..ومازال مسؤولونا يتأملون الأوضاع بنوع من الإرتباك والعشوائية إن لم تكن اللامبالاة سيدة الموقف..
واللي بغا يصلح العام طويــــــــــل..

مبروك العيد

الخميس، 4 دجنبر 2008

كاليك هذا واحد داخل للرحبة يشري الحولي ، أفين محط يديه على شي خروف كالو ليه الثمن كيتلفت وراه و يقول " اسمع أسيدنا إبراهيم " ملي كثر سولوه الناس " شكون هاد سيدنا إبراهيم " جاوبهم : " سيدنا إبراهيم نبي الله (ع) مول هاد السنة هذه ، معرفتوهش؟؟"
لا ريب أن هذه النكتة تنطبق في هاته الأيام على العديد من المواطنين المغاربة الذين يريدون بدورهم إحياء سنة سيدنا إبراهيم(ع) بيد أن العين بصيرة واليد أقصر..فقد طالت لعنة ارتفاع الأسعار أسواق الأغنام ليتراوح أثمانها بين 2000 و5000 درهم لمن أراد أن يقتني "راس السوق"ًَ مما دفع البعض لشراء العجول التي تستقر أثمانها خلال هاته الفترة بدل الأغنام، ورغم تدخل الدولة في تحديد سعر الكيلوغرام الواحد في 35 درهما إلا أن الأسعار قد تجاوزت 48 درهما في الأسواق.
ويأتي تساقط الأمطار ليزيد من تمسك الكسابين بأثمانهم الخيالية و تأزم الوضع لدى المشترين البسطاء.
وأنا أتجول داخل الرحبة (سوق الغنم) تذكرت ما رواه لي أحد الأصدقاء الذين زاروا ليبيا عن استراتيجية ذكية تتبناها الدولة هناك تشبه إلى حد بعيد ما يقوم به الحجاج في منى خلال عيد الأضحى، حيث يتوجه المواطنون إلى سوق كبير للأغنام ويقتنون بثمن موحد ومعقول تحدده الدولة ما يريدون بعيدا عن (التشطار) و (الشناقة) الذين يساهمون في رفع الأسعار بشكل مريع وتنتهي الأمور دون مشاكل كما بدأت. بيد أني تذكرت أن للدولة مشاكل أخرى أكبر تلهيها عن تدبير مثل هذه الأمور! وأن المواطنين قد ألفوا (التشطار) والتنقل بين الأسواق والتفاخر بأحجام الأكباش التي تصبح سواء بعد الذبح والأدهى من ذلك اقتراض الديون لمواجهة أعباء هذه المناسبة الفريدة من نوعها!
لم تعد تفصلنا عن يوم العيد إلا أيام قلائل، وما زالت الأسعار غير مستقرة بعد، البعض بادر واقتنى رغم ذلك والبعض الآخر ما زال يتردد آملا في انخفاض الأسعار قبيل يوم العيد. فممن ستكون أنت هل ستبادر أم تنتظر؟ المهم أنك ستشتري في آخر المطاف!

نداء

الخميس، 27 نونبر 2008

لا ريب أن للإعلام رسالة نبيلة تتجاوز في عمقها برامج التسلية و الأغاني إلى توعية الجمهور وتثقيفه وذلك عبر التواصل مع الناس في مختلف المواقع في إطار من الأخلاق والموضوعية. لكن وللأسف فإن بعض محطات الراديو الإذاعية تأبى إلا أن تتجاوز هذا الإطار في تحد سافر للمستمعين، ورغم الانتقادات المتكررة والتي وضعتها غير ما مرة تحت طائلة القانون فهي ما زالت تشغل نفس الطاقم من شباب مستهتر لا يراعي للمواطن المغربي حرمة أو كرامة، حيث يعمدون إلى التهكم بالمستمعين دون وازع بدعوى مناقشة قضايا المجتمع في حوارات مفتوحة يجيب من خلالها المستمعون ببراءة على عدد من الأسئلة الملغومة يفرز من خلالها هؤلاء المتطفلون على ميدان الإذاعة والتنشيط وقاحتهم الغير مقبولة لا مهنيا ولا أخلاقيا خاصة إذا كان المستمع ينتمي إلى إحدى الفئات المهمشة كأطفال الشوارع والمتسولين، فعلى سبيل المثال لا الحصر لتلك الأسئلة العجيبة يسأل المذيع أحد الأطفال المشردين:
- إلى خيروك بين ثلاثة المهن؛ حداد، نجار وصباغ أشنو غادي تختار؟
- صباغ، يجيب الولد ببراءة فيبادره المذيع المحترم بتهكم قائلا:
- آه، اخترت صباغ باش تشم ريحة الصباغة، كتفكرك في السلسيون!
إن مثل هذه البرامج في واقع الأمر يجب أن تلقى مسؤولية تنشيطها على المهتمين والباحثين في ميدان العلوم الإجتماعية أو على الأقل يباشرها أشخاص يحترمون كرامة المواطن المغربي ولا يجعلونه عرضة للسخرية والتهكم أما هؤلاء المرضى من مذيعي الدرجة الرخيصة فلا يجب أن يسمح لهم بممارسة نزواتهم التي تتجاوز حرية الصحافة والإعلام إلى حرية المواطنين وكرامتهم عبر الأثير.
وأخيرا أتمنى أن يجد هذا النداء آذانا صاغية لدى هاته المحطات الإذاعية التي تبث هذا الهراء لتراجع نفسها وتختار طاقمها بنوع من المسؤولية والإحتراف..والحر تكفيه الغمزة كما يقول المثل المغربي السائر.

أوراش لن تتم؟

الخميس، 30 أكتوبر 2008


حقا إنه لمنظر رائع وأنت تفتح النافذة على الشارع العام لتطالعك أشلاء حديقة كان من المفترض أن تكون أجمل منتزه في حينا الكائن ببلوك 1 بسيدي البرنوصي منذ زمن بعيد لولا تلاعب المسؤولين في كل حين بالميزانيات التي كانت تخصص لترميمها وتأهيلها إلى مستوى مقبول على الأقل شكلا.
ومؤخرا فقط ،وبعد أن تسامع هؤلاء المتربصين أخبار مرور الملك أيده الله وفضح منافقيه على الشارع العام المحاذي لهاته الحديقة المنكوبة وذلك لتدشين المركب الثقافي الجديد بسيدي البرنوصي، والذي انهارت فيه بعض المرافق فبل وصول الملك تحت وقع أمطار الخير التي عمت بركاتها كل المملكة، قاموا بسرعة البرق بفتح ورش عاجل من أجل تلميع صورتهم أمام هذا الزائر الغير المنتظر حيث جند في لمح البصر عشرات العمال الذين انكبوا دون توقف على تبليط أرضية الحديقة و..كنا نتوقع منهم المزيد و نحن نتابع بعين الرضا هذه المبادرة الطيبة لولا أن استيقطنا ذلك الصباح على تلك المهزلة التي تبدو في الصورة أعلاه ..
توقفت الأعمال فجأة، واختفى العمال بعد أن لملموا خيامهم و حاجياتهم وعاد الوضع لما كان عليه في السابق إن لم يعد إلى أسوأ خاصة وأن تبليط الأرضية لم يتم كما يبدو في الصورة حيث توقف في الجهة الخلفية –جهة الشعب- وحتى الزليج الذي تم ترصيفه فوق الرمل بقى مهددا بالإنجراف إذا أعادت السماء الكرة بأمطار الخير والنماء..وفضح أوراش لصوص أموال البؤساء.
فإلى متى تستمر هذه المهازل ومتى سيستفيق المواطنون من أجل المطالبة بحقوقهم في إصلاح وترميم المنظر العام؟
بل متى سيتوقف المسؤولون عن استغلال جهل أو تجاهل السكان البسطاء لمثل هاته الأشغال الضرورية تحت ضغط المتطلبات اليومية(زيت،سكر،دقيق..)؟
حقا إنه لموقف مخجل مازال يتكرر في كل أرجاء المملكة رغم الوعود الكاذبة والأوراش العاجلة و..
ورحم الله عبدا عمل عملا فأتقنه.

مؤتمر دول الإنقاذ

الجمعة، 24 أكتوبر 2008

كثر الحديث عن أسباب و نتائج الأزمة المالية و آثارها البليغة على المنظومة الرأسمالية الغربية التي تستغل اقتصاديات الشعوب المسلمة الضعيفة لاستعراض عضلاتها القوية..بل لقد بالغ البعض كثيرا وهم يتحدثون في تشف واضح عن انهيار الرأسمالية وانهيار الولايات المتحدة الأمريكية معها
قبل أسبوع فقط ، كنت أتابع البورصات في دول الخليج على إحدى الفضائيات العربية حيث تناثر عدد من رجال المال والأعمال على كراسي القاعات الإلكترونية المكيفة وهم يتابعون تراجع أسعار الأسهم في البورصات الأمريكية ويحمدون الله على أن آثار هذه الأزمة لم تمتد إلى دويلاتهم المحصنة من لعنتها كما كانوا يدعون..
واليوم (24-10-2008 ) وأنا أشعل التلفاز على نفس القناة فوجئت بالكارثة المالية التي حلت بهم فقط بعيد بداية الأزمة المالية بأسابيع
قد يستغرب البعض لهذا الإنهيار المفاجئ في بورصات الأسهم الخليجية بيد أن هذا الإستغراب سيزول حتما إذا استحضرنا ارتباط الاقتصاد في هذه الدويلات بالأخطبوط الأمريكي وخاصة إذا علمنا بأن أمريكا لن تصرف من جيبها تلك الأموال التي صادق عليها الكونجرس في إطار خطة لإنقاذ الاقتصاد في بلاد العم سام من الانهيار الفعلي ما دامت هناك بقرة حلوب لن تتخلى عن راعيها وحاميها في أوقات الشدة.
لقد حبا الله تعالى هذه البلاد العربية الإسلامية بثروات طبيعية هائلة لكن ومع الأسف قيض لها بشرا لا يقدرون لها قيمة فيبيعونها بأبخس الأثمان بل ويصرفون هاته الأثمان في سبيل تأهيل وتعزيز اقتصاديات أخرى لدول تعيش على استنزاف أرزاق الشعوب المقهورة أو تلك التي استأنست بالضعف حتى نسيت طريقها نحو القوة والتفوق واستسلمت في رضا وخنوع لمصيرها المحتوم..
إنهم اليوم أحوج ما يكونون لدعوة جديدة تعيد لأركان الإيمان قوتها وتأثيرها في نفوس مهتزة آمنت دهرا بأمريكا وقوتها ونسيت جبروت الإلاه القادر فوق أمريكا.
إنهم بحاجة ماسة إلى احتذاء نماذج قريبة في المنطقة ..نماذج حية لاستنهاض الهمم الخائرة اتخذت من عزة النفس والإباء شعارا لها فانتصرت بإمكاناتها المحدودة على كل خطط الإذلال و التركيع
وإذا كانت الآمال مفقودة في الآباء و الأجداد فإنها تبقى كبيرة وواعدة في الأبناء والأحفاد.. طبعا لا أقصد أبناء الجامعات الأمريكية ! وإلى إشعار آخر لا داعي لاستباق الأحداث والإجهاز على هاته الآمال الحالمة فقد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر..وقد يأتيك بالأخبار ما لم تزود

تالسنت..متى ستعترفين؟

الأحد، 12 أكتوبر 2008

مازالت الحكومة المغربية تحيط ملف تالسنت البترولي بهالة غريبة من التكتم كانت فعلا ستثير شكوك المواطنين لولا الإعتراف التاريخي بوجود الذهب الأسود في هاته النقطة المغمورة من تراب المملكة والذي ورد في خطاب ملكي سابق وكذا التحقيقات التي نشرت فيما بعد في عدد من المنابر الإعلامية والتي لعبت دورا كبيرا في مراجعة الأمر على مستوى الجهات العليا. بيد أن الأمر ليس بتلك السهولة المتخيلة خاصة وأن هناك طرفا آخر على الخط ما فتئ يتربص لنا الدوائر على أكثر من صعيد. إنها الشقيقة و الجارة الرقيقة الجزائر والتي تشاركنا الفرشاة البترولية رغما عنا بل وتستفيد لوحدها من الغنيمة مستغلة صمت المسؤولين في المغرب ربما لغرض أو بالأحرى أغراض في نفس يعقوب.
لقد طال هدا الصمت كثيرا وبات لزاما على الدولة توضيح الرؤية أكثر للمواطنين خاصة وأن سعر البرميل قد تجاوز المائة دولار في الأسواق الدولية والمغرب شعبا وحكومة في حاجة لهده الدولارات.
وإدا كانت الجارة العزيزة تستغل ملف الصحراء الشائك للضغط على المغرب فإن هدا الأخير من حقه المطالبة أيضا بفتح تحقيق حول الإستغلال التاريخي لجزء مهم من ثرواته الباطنية وإلى إشعار آخر نتمنى أن ينتهي هدا الصمت في أسرع وقت لأنه قد تجاوز حدود الحكمة.

صعود جديد

الاثنين، 29 شتنبر 2008
لا ريب أن المتتبعين للشؤون الدولية في كافة أنحاء يراقبون بين شغف وتوتر صعود الدب الروسي من جديد و بعد سبات طويل على واجهة الأحداث المؤثرة على الساحة العالمية خاصة بعد الحرب الخاطفة التي أخضعت فيها جورجيا للأمر الواقع رغم الإمكانات التي رصدت إسرائيليا و أمريكيا للوقوف ضد هذا المارد القادم والذي ما فتئ يدعم مواقفه القوية بعقد تحالفات متوالية مع عدد من أقطاب الممانعة في العالم.
روسيا اليوم تحت الضوء و الكل يترقب صعودا قويا خاصة مع توفر مصادر الطاقة وتطور الآلة العسكرية باستمرار لكن السؤال الذي سيبقى مطروحا مع بارقة من الأمل..ترى هل سيستفيد العرب من هذا الوضع الجديد أم أنهم سيكتفون كالعادة بكراسي الفرجة؟

شكرا ولكن

الأحد، 28 شتنبر 2008

لا ريب أن المبادرة الملكية لهذه السنة والتي أمر فيها الملك محمد السادس مشكورا بتوزيع مليون محفظة قد أثلجت صدور آباء وأولياء التلاميذ خاصة و أن الموسم الدراسي لهذه السنة قد صادف حلول شهر رمضان وما يتطلبه هذا الشهر المبارك من مصاريف قد تتعدى مصاريف الأيام العادية. لكن ومن جهة أخرى وكما يقول أشقاؤنا المصريين الحلو مبيكملش فإن هاته المبادرة قد انتهت باختلال كبير في التوزيع حيث تم إغفال العديد من الجماعات الفقيرة في حين استفادت جماعات أخرى لا تعاني ساكنتها من الخصاص وفي نفس السياق جاء توزيع الكتب الدراسية ليزيد الطين بلة و يكشف عن الاختلالات التي تعاني منها المنظومة التعليمية في بلادنا حيث لم تحترم العديد من النيابات خريطة توزيع المقرر داخل ترابها مما أربك الأطر العاملة داخل هاته المدارس والتي اضطرت على مضض للاشتغال على كتب دراسية أخرى بعد أن استأنست لسنوات بما تم الاتفاق عليه منذ أن تم اعتماد هذا التوزيع الجديد حسب المناطق و تدرعا بمصلحة التلميذ فقد تم فرض عناوين جديدة وتوزيع لوائح جديدة على أطر التفتيش حتى تتم مراقبة احترام هذه العشوائية في التوزيع والتي تمثل أولى حلقات المخطط الاستعجالي الذي بدأت معالمه تتضح منذ الآن و كأن الذين يهرولون بهذا المخطط لا يدركون بأن السلامة في التأني و في العجلة الندامة.
و قبل الختام أود توجيه كلمة إلى المستفيدين من هذا الوضع المتشرذم والذي لا يخدم بأي حال من الأحوال سير العملية التعليمية التعلمية و أخص بالذكر بعض دور النشر الكبيرة و عدد من المسؤولين المتواطئين على هاته الفوضى في الوزارة الوصية؛كفى استهتارا بنا وبأطفالنا وكفى تآمرا على واقع التعليم في بلادنا وإذا كان الملك قد تفضل مشكورا بهذه الهبة السنية فلماذا لا يراعي المسؤولون هذه الخطوة الرشيدة ويقوموا بواجبهم بالسهر على حسن التوزيع و الاستفادة خاصة وأن العناوين المعمول بها داخل كل المدارس معلومة سلفا لدى جميع النيابات التي تحتضنها.
وأمام هاته الفوضى وهذا الارتجال لا يسعنا إلا أن نطالب بالمزيد من الوضوح و الشفافية في التدبير حتى لا نعلن جميعا إفلاسنا في يوم من الأيام.

مع الذاكرة


تموت الحياة و تبقى الذكريات ...يمضي الأصدقاء وتبقى الصور و رغم المسافات البعيدة والأخطاء العابرة تبقى صورهم تشهد على بعض اللحظات السعيدة التي استرقناها من قاطرة الزمن الغابر
يمكنك معاينة الصور عبر هذا الرابط : www.sistar06.skyrock.com

هناك

إنهم هناك مرة أخرى
يتآمرون خلف الأنوار
عنا..؟؟
وبوجوه أقوى من صفائح الفولاذ
يضحكون أمام الكاميرات
لنا..!!
وإذا ما سألتهم عما أجمعوا عليه
يجيبونك في صمت القبور
هنا..!؟
مازال هذا السؤال بعد لم يطرح للسراح..!!
وأنتم..
مازلتم صغارا على فهم الجواب
ما زال ليلكم طويلا
فلا تستعجلوا منا الصباح..!!

آخر وصية

جمع الأب المسن و هو على فراش الموت أبناءه الأربعة حسن و محسن و ناصر و إحسان و قال مخاطبا كبيرهم و هو يمد له عصا خشبية كان قد صنعها قبل أيام من أغصان الأشجار عندما كان قادرا على الحركة.
- خذ هده العصا يا ناصر و اكسرها.
كسر ناصر العصا بسهولة فناوله الأب مرة أخرى أربع عصي على شاكلة العصا الأولى قائلا:
- و الآن يا ولدي حاول كسر هاته العصي مجتمعة.
حاول ناصر كسر العصي كما طلب منه والده لكنه لم يقو على ذلك و هكذا حاول إخوته الصغار في تحد كسرها لكن أحدا منهم لم يستطع فعل ذلك.
آنذاك ارتسمت ابتسامة شاحبة على وجه الأب وهو يخاطب أولاده الأربعة في حنان قائلا:
- أبنائي الأعزاء, إن مثل هاته العصي في صلابتها و مقاومتها للكسر عندما تكون مجتمعة كمثلكم إذا بقيتم مجتمعين من بعدي كما عهدتكم و مثل العصا الأولى التي كسرها ناصر لأول وهلة كمثل أحدكم إذا أنتم تفرقتم و تباعدتم.عدوني بألا تتفكك أواصر الأخوة بينكم بعدي و ألا تتفرقوا لكي أموت مرتاحا و أنا مطمئن القلب على مستقبلكم بعدي.
يقول تعالى في سورة الأنفال(الآية45):
(وأطيعوا الله و الرسول و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم)

آفاق الحوار المذهبي؟

الجمعة، 26 شتنبر 2008


في كثير من الأحيان قد نتجاوز كلام السفهاء بالصمت الحكيم, ولكن..وعندما يتكلم من نعده من العلماء بما يحز في النفس من الكلام الذي يجتره بعض المستمعين, فإن الأمر يتطلب أكثر من موقف دفاعا عن قيم الحقيقة والتواصل البناء الذي نريد, وحتى لا يقوض هذا الكلام إذا كان مجانبا للصواب جهود سنين من التقارب وآمالا عريضة للم الشتات,
خاصة إذا صدر هذا الكلام من أحد رموز الاعتدال والعقلانية في الفكر الديني وهو العلامة الدكتور يوسف القرضاوي والذي لا يحسن به أن يعرض سمعته للاهتزاز في العالم الإسلامي بمختلف مذاهبه حتى لا يكون مسعر فتنة قد لا تقف آثارها على المدى القريب ناهيك عن أن جزءا من هاته الطائفة التي شن عليها الدكتور هجومه المستغرب ما زالت تحمل لواء المقاومة ضد أعداء الأمة, وتسجل انتصاراتها بحروف من ذهب في صحف التاريخ المعاصر.

لا أدري لماذا لم يخرج الشيخ من قبل مثل هذا الكلام الذي يتهم فيه الشيعة بدون استثناء بسب الصحابة والابتداع في الدين وقد حل ضيفا على أكثر من قناة للطرف الآخر وتدارس العديد من نقاط الوفاق والخلاف بين هذين المذهبين مع الكثير من علمائهم و مفكريهم, وقبل عام تقريبا عرضت الجزيرة حواره المفتوح مع الشيخ رفسنجاني أحد أكبر المسؤولين في الجمهورية الإسلامية حيث دعا فيه الإثنان إلى الوحدة ونبذ العنف الطائفي والإنفتاح على الآخر بتبني سياسة الحوار، أم أنه أبى إلا أن يبوح بما كان يعتمل في صدره منذ زمن..

لقد طال هذا الصراع المذهبي أكثر مما يجب وهو لا و لم يخدم في أي وقت من الأوقات ديننا الحنيف بل على العكس من ذلك فقد كان سببا لبث الفرقة و التناحر بين أبناء الدين الواحد ومنفذا يسيرا لأعداء الإسلام والمسلمين.
أما عن الاتهامات الجاهزة و التي تكال إلى الشيعة بين الفينة والأخرى دون تحقيق فمعظمها كانت من اختلاق السلطات التاريخية التي حاربت هذا المذهب بشتى الوسائل, فقط لأن أتباعه كانوا يدعون إلى الرضا من آل محمد(ص) الذين هم أهل البيت(ع) الذين طهرهم الله في القرآن ووصى نبينا المصطفى(ص) بموالاتهم والتمسك بهديهم, بيد أن البعض قد آثر السلطة وحب الرياسة على الإلتزام بالوصية.
لقد سجل التاريخ عدة أخطاء قد وقع فيها الكثير من الصحابة ممن يدعي معظم أهل السنة عدالتهم على السواء بدءا من طريقة اختيار الخليفة الأول أبي بكر الصديق في سقيفة بني ساعدة وما وقع في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب من اجتهادات قد خالف فيها الكثير من النصوص الشرعية وتنصيب الخليفة الثالث عثمان بن عفان بني عمه من الأمويين على ولاية المسلمين حتى ضج الناس من حوله وأشعلوها ثورة كان هو أول ضحاياها واختلطت بعدها دماء المسلمين بما فيهم الصحابة في معارك ضارية (الجمل,صفين,النهروان..) تجاوز عدد القتلى فيها من الطرفين جميع الشهداء الذين سقطوا منذ فجر الدعوة, فعلى من نحسب كل هاته الدماء؟ ومن كان على الحق ومن كان على الباطل؟ وهل بعد كل هذا ما زلنا نجزم ونتمسك بأن جميع الصحابة عدول في أقوالهم وأفعالهم؟

أما عن تهمتي السب والتكفير اللتين تحمل الشيعة تبعاتهما فإن أول من استعمل هاته الورقة هو الصحابي معاوية ابن أبي سفيان عندما أمر بلعن الإمام علي من على منابر الخطبة وتابع بالقتل والتنكيل كل أتباعه, وهكذا اعتبرهم فقهاء السنة الموالين لبني أمية زنادقة خارجين عن الملة وألصقوا بهم شتى أنواع التهم البغيضة حتى اضطروا إلى استعمال التقية للحفاظ على وجودهم و على المنهج الإسلامي الصحيح الذي تكلف أهل البيت عليهم السلام بتفصيله للأمة والذين يهمل أهل السنة وجودهم مع أن بعض أئمتهم قد تتلمذ على أيديهم كأبي حنيفة النعمان ومالكا بن أنس الذين تتلمذا على يد الإمامين الباقر وابنه الصادق(ع) الذين ملآ الأرض في عصرهما علما وفقها وزيناها خلقا وأدبا..
فهل كان هذان الإمامان الجليلان يلقنان البدع لأتباعهم ويفردون فقهاء أهل السنة بدرر الكلام وأصول الاجتهاد؟ أم أنهم كانوا يمارسون التقية مع فقهاء العامة كما يدعي البعض؟
وإذا كان الدكتور الثائر يتهم الشيعة بالإبتداع في الدين فليحدد هاته البدع بعينها وليرفع الأمر إلى مراجع الطائفة مباشرة..لا أظن بأن أحدا منهم سيبخل عليه وعلى أنصاره بالأجوبة المؤيدة بعشرات الأدلة المثبتة في كتب القوم من مختلف المراجع السنية والتاريخية المعتمدة عند كلا الطرفين, ولعل العالم الجليل وشيخ الأزهر سابقا السيد سليم البشري قد أدرك هاته الحقيقة قبيل وفاته بصدر رحب من خلال محاوراته الشيقة مع السيد شرف الدين الموسوي العاملي والتي صدرت تحت عنوان المراجعات فأعلن فتواه مدويةآنذاك بجواز التعبد بالمذهب الجعفري الذي يدين به الشيعة الإمامية حيث تأسست إثر ذلك جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية ولولا تشويش البعض من أصحاب المصالح الخفية والعقائد المنحرفة على مسيرة هذا الإنجاز الكبير لعم هذا التوافق في كل العالم الإسلامي..

فمتى يحين الوقت لندع هذا التعصب الأعمى, ونترك للعقل المتنور والفكر الحر دراسة هاته الأحداث وتلك المعطيات بحيادية وتجرد. سترون بأن الكثير من الأكاذيب والتهم الجوفاء سوف تتلاشى وتسقط معها الكثير من الأقنعة التي تسعر الفتنة وسنكتشف معا مدرسة أخرى من ينبوع النبوة ونفتح آفاقا أخرى للحوارالبناء والتواصل المثمر..
وختاما,نتوجه بالدعاء للعلي القدير بأن يجمع شمل هاته الأمةعلى الحق و ينصرهم على من عاداهم ويخزي كيد الكائدين,آميــــن

أوباما أم ماكين

الأربعاء، 10 شتنبر 2008

يبدو أن الشارع والإعلام العربي والإسلامي منحاز إلى المرشح الديموقراطي باراك أوباما والذي يحاول بدوره الإستفادة ما أمكن من هذا الوضع ليكون خلفا لبوش الإبن عوض المرشح الجمهوري جون ماكين الذي يسير على نفس خطى هذا الأخير خاصة وأن أصول أوباما الإفريقية قد لعبت دورا كبيرا في شحذ المهمشين في المجتمع الأمريكي وغالبيتهم من السود وراء حملته لتزيد من حدة موقف المرشح الجمهوري أضف إلى ذلك الوضع الإقتصادي الراهن والذي لا يؤهل بأي حال من الأحوال إستمرار الجمهوريين في مراكز القرارخاصة بعد أن أصبح كابوس الإفلاس يجثم على كبريات الشركات والمقاولات في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، أما أسطوانة الحرب على الإرهاب والتي يشغلها الجمهوريون باستمرار فما فتئت تفقد يوما بعد يوم أنصارها وباتت جد مستهلكة رغم محاولات الإنعاش التي تحاول الحفاظ على خوف الشارع الأمريكي من المجهول خاصة بعد العملية التي استهدفت السفارة الأمريكية في صنعاء.
ولكن الأمر الدي لا ينتبه له الكثير من المتتبعين لسياسات البيت الأبيض هو أن الرئيس لا يعدو أن يكون مجرد منفذ للاستراتيجيات الكبرى التي يتحكم في صياغتها عدد من المكاتب التابعة لكل من وزارة الخارجية والمخابرات وعدد آخر من اللوبيات الإقتصادية العملاقة وبالتالي فإن الأمر سيان إن فاز المرشح الديموقراطي أو الجمهوري فإنهما لن يستطيعا تجاوز عدد من الخطوط الحمراء كسحب القوات الأمريكية من العراق و الذي ينادي به المرشح الديموقراطي باراك أوباما خاصة وأن ضرع هذا البلد ما زال يدر بترولا طازجا و الإدارة الأمريكية لن تتخلى بسهولة عن هذا التحدي وهي التي خسرت لحد الآن ملايير الدولارات في حملتها المسعورة وأخيرا فليس هناك داع للتفاؤل بهذا المرشح أو ذاك لأنهما أمران أحلاهما مر

رمضان فوق البركان

الأربعاء، 3 شتنبر 2008


معظم المغاربة يتفاءلون بشهر رمضان الكريم، شهر الإقبال على الطاعات و الحريرة في نفس الوقت حيث تصفد الشياطين و تزدهي العجائن بأبهى حللها على موائد الإفطار، بيد أن هذا التفاؤل المرغوب قد بدأت تنحسر معالمه خلال هاته السنين الأخيرة خاصة وهو يرافق في حلوله ارتفاع الأسعار مع ثبات و استقرار الأجور التي لم تعد تواكب الزيادات المستمرة في معظم المواد الأساسية حتى ولو تحركت من مكانها قيد أنملة.
وتكتمل اليوم عناصر الحلقة المفرغة التي يدور المواطن المطحون في فلكها مع هاجس الدخول المدرسي الذي أصبح يقهر في مصاريفه الأسر الميسورة ناهيك عن الأسر المصنفة تحت العتبة، خاصة وأن جل المواطنين قد فقدوا الأمل في قاطرة التعليم العمومي المعطلة وبات يلتحق تباعا بموكب التعليم الخصوصي المتسارع رغم تزايد التكاليف.
وحتى لا يفقد المغاربة حظ التفاؤل فإن القناة الثانية تطالعهم في هذا الشهر المبارك مشكورة بسلسلتها الجديدة مبارك ومسعود المنحوسة و كأن الأمر يحتاج إلى تأكيد حتى يطمئن المغاربة إلى حظهم التعس ولا يتأفف أحد مهما تفاقمت الأوضاع و استفحلت الأزمات..شفتكم بعين الرحمة!

مرآة بكين

الاثنين، 1 شتنبر 2008

وأخيرا انتهى العد العكسي لألعاب بكين 2008 وانتهت معه آمال وأحلام منتخبنا المغربي الموفد إلى هناك على وقع الهزائم التي كانت متوقعة لدى العديد من المراقبين والتي أثلجت صدور الناقمين على الجامعة في نفس الوقت الذي خيبت فيه الآمال العريضة للشارع المغربي الذي استنكر الحضور الباهت لمنتخب أولمبياد بكين..
لقد آن الأوان لمراجعة العديد من المآزق التي تتخبط فيها الرياضة الوطنية انطلاقا من حجم الاستثمارات التي تستهلك دون جدوى في رياضات لم يظهر روادها في منافسات بكين كالفروسية والرياضات الجماعية وعروجا على معظم أعضاء الجامعة الذين لا يمتون بصلة للرياضة إضافة إلى التعليق والصحافة الرياضية التي ما فتئت تلوك نفس الكلام وهكذا فقد أضحى المواطن المغربي بل والعربي عموما غريبا عن المنافسات العالمية وكأن هاته التظاهرات تجري في كوكب آخر لا وجود فيه للعرب و كأن العالم العربي الذي يغطي قارتين تقريبا يكاد يخلو من أبطال يسجلون حضوره على الأقل في باقي الألعاب التي خلت من المشاركة العربية ناهيك عن الميداليات التي أصبح الحصول عليها يعد استثناء في الوقت الذي فاق فيه السباح الأمريكي مايكل فيليبس كل ما أحرزته أغلب الدول العربية مند مشاركتها في هاته المنافسات الحقيقية و التي لا تعترف بتاريخ الإنجازات السابقة أو بالهالات الإشهارية بقدر ما ترتكز على العمل الدءوب و المتواصل فمنتخب الصين لأولمبياد 2012 يجري إعداده منذ الآن و عيون أبطال اليوم على منافسات بطولات الغد أما لغة العموم التي يحاول بها البعض ضم العرب تحت راية واحدة بعد أن فشلت كل دولة بمفردها في تحقيق مكاسب وطنية مشرفة على غرار بعض الدول الصاعدة في أوروبا وأمريكا اللاتينية فهي لا تحيل إلا على العجز والسخرية في محاولة للتعويض عن مشاريع الوحدة القومية الفاشلة ولكن هاته الوحدة الحالمة بدت لي غير مستحيلة و أنا أتابع مواطني المغربي رشيد رمزي ذو الجنسية البحرينية وهو يطوف بعلم عربي ويحيي الجماهير العربية الحاضرة هناك على الأقل فقد أحيى في نفوسنا ذكريات جميلة من أيام عويطة والكروج..
وأخيرا وقبل أن يختنق القلم من هول المصاب أود أن أطرح سؤالا على نفسي مادام المسؤولون قد صموا آذانهم عن استفسارات الجماهير الحانقة.
متى سنستفيق من هاته الغيبوبة التي دامت أكثر مما يجب؟ و إلى متى سنظل ننسج الأحلام و نصدقها لنستيقظ بين الفينة والأخرى على إيقاعات الكوابيس؟
حسنا.. حسنا إن غدا لناظره لقريب و سوف ترفرف الأعلام العربية يوما على..يكفي هذا و لنعد إلى النوم العميق

سؤال التاريخ

الأربعاء، 27 غشت 2008
من كتب التاريخ؟ و لمن؟
إنه سؤال وجيه قلمن يطرحه على نفسه..ذلك أن الأغلبية الساحقة من قرائنا الأعزاء تقبل كل ما جاء في أسفار التاريخ من قصص و روايات دون تمحيص بل الأعجب من ذلك أن هناك من يحمل الحقيقة و نقيضها في نفس الآن و يبررهما معا دون أن يحدث له ذلك عسرا في الفهم وكأن الحدث قد وقع مرتين..؟
أما الذين يريدون إراحة عقولهم من البحث و التنقيب فهم ينصرفون عن هاته المادة بدعوى زيف الحقائق التاريخية ويا ليتهم ينصرفون فعلا ويتركون الأمر لأهل الاختصاص.ذلك أنهم يعودون من باب آخر تتزيى به الحقائق المغلوطة بلباس الدين فتراهم يدافعون عن كل ما جاءت تؤيده روايات سلفهم لا يوقفهم في سعيهم اضطراب في المعنى أو شذوذ في السرد ضاربين بعرض الحائط كل محاولة للنقد أو التصحيح مهما بلغت حججها من قوة وإقناع فلا صوت يعلو على صوت الشرع؟
إن دراسة التاريخ بوعي جاد و فكر منفتح على الآخر لهي خطوة حقيقية إلى الأمام نحو الوحدة الإسلامية التي ينادي بها الكثير و لا يعمل في سبيلها إلا القليل..ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتجرد عن هوى النفس و الابتعاد عن الطائفية المقيتة وتحرير العقل من قيود الوهم و التبعية بالأخذ بأسباب النقد البناء و بعيدا عن استصدار الأحكام الجاهزة ذلك أن الحقيقة الكاملة لا يملكها أحد بين البشر..
و خير دليل على ذلك أننا و رغم توافر كل أنواع وسائل الإعلام و دخول العالم ألفيته الثالثة ما زلنا نعيش طمس العديد من الحقائق و الأحداث القريبة العهد فلا يصلنا منها إلا ما أذنت به رقابة السلطة و باركته أبواقها ومن تجاوز الخط الأحمر يدخل في دوامة التضليل فما بالك بالتي مضت عليها قرون من الزمن الغابر حيث كان الحاكم وحده من يملك الحق في كتابة التاريخ وصياغة أمجاده العظيمة طبعا كما يشاء؟
وقد صدق من قال إذا كانت السلطة تصنع التاريخ والتاريخ يصنع العقل فإن السلطة تصنع العقل..فلا ريب اليوم أن عقولنا هي من صناعة قرون الاستبداد و أزمنة الانحطاط التي مرت بها أمتنا لذا فأي محاولة لإعادة إنتاج الماضي ولو بألوان زاهية و أحلام زائفة هي محاولة محكومة سلفا بالفشل ذلك لأن الماضي الحقيقي لا يشبه بأي حال من الأحوال ما رسمته لنا يراع كتاب البلاطات و قصاصو ألف ليلة وليلة..فتاريخنا و للأسف مفعم بالنكات السوداء التي سقطت عمدا في الجانب المظلم منه و لبثت هناك تتحكم في اللاوعي الجمعي لفئة عريضة من الحالمين بل و أقامت سدا منيعا لدخول أي شعاع من الحقائق الأخرى و التي أصبحت منبوذة و غير مقبولة فقط لأننا لا نريد أن نستفيق من حلم جميل على محاكمات أسلافنا مهما بلغت أخطاؤهم أو شدت مزالقهم..لكننا اليوم في أمس الحاجة لهاته المحاكمات لأنها خطوة أساسية لمعالجة أخطاء الماضي التي شرعنتها السلطات التاريخية بشتى الطرق- وخاصة باستعمال الدين- لتصبح جزءا لا يتجزأ من الصواب..ذلك أن أي خطوة إلى الأمام تحتاج إلى خطوات كبيرة إلى الوراء..

يوم للتاريخ

الأربعاء، 16 يوليوز 2008

وأخيرا حان موعد التسليم واقتربت ساعة الحسم وصدق الله وعده فنصر عبده و هزم الأحزاب وحده..
فلليوم موعد مع التاريخ لن يخلفه بعد أن مرغ حزب الله مرة أخرى وجه إسرائيل في التراب ونفذ سيد المقاومة وعده الصادق بتحرير الأسرى العرب من سجون العدو الصهيوني و على رأسهم العميد سمير القنطار.
ورغم كيد الكائدين و بغض الحاسدين فإن قافلة الإنتصار مازالت تشق طريقها في ثبات وشموخ..وأنى لهم بإخفاء شمس ضوؤها متكامل؟!
ومازالت المقاومة الشريفة مؤيدة بنصر من الله بعد أن صنعت بإنجازاتها المدوية مكانها في قلوب ملايين المسلمين و المستضعفين عبر العالم وتعلقت بها آمال الإنتصار بعد طول انتظار..
فتحية خالصة من كل قلب متعطش للحرية و الكرامة لفرسان الساعة و بشائر النصر الموعود و كل التهاني و التبريكات لعوائل الأسرى المحررين و شهداء القضية..
وإلى موعد آخر دامت لنا و لكم الأفراح والمسرات..

أنقذوا هذا الميثاق

الجمعة، 20 يونيو 2008

قبل ثمان سنوات قامت الحكومة بالإعلان عن مشروع لإنقاذ قطاع التربية و التعليم من الأوضاع المزرية التي أشارت إليها معظم التقارير التي وردت عن شركاء الوزارة الوصية يأتي على رأسهم البنك الدولي حيث تم تكليف لجنة خاصة للإشراف على هذا الملف الشائك و تقديم الحلول الناجعة للخروج من المأزق ليولد الميثاق الوطني لإصلاح التربية و التعليم وسط ضجة إعلامية صاخبة تم خلالها تهميش دور العاملين في القطاع و خاصة رجال التعليم الذين يهمهم الأمر مباشرة حيث تم تخصيص ميزانية مهمة لتمويل جولات هذه اللجنة خارج المغرب وبعيدا عن بؤس الواقع الحقيقي تلاها إسقاط برامج و مناهج و توصيات لا يمت أغلبها لواقع المدرسة المغربية بصلة.
وخلال ثمان سنوات من العمل الجاد لإنجاح هذا المشروع لم تجن خلالها الوزارة الوصية إلا الفشل والإحباط الذي توجه تقرير الإحصاء العالمي الذي قدمه البنك الدولي للمغرب و الذي احتل فيه التعليم في بلادنا المرتبة الثالثة قبل الأخيرة مما شكل مفاجأة حقيقية حتى لأكثر المتفائلين وإن كانت متوقعة في أغلب الأوساط.
وبعد أيام فقط من تجاوز آثارالصدمة صدر تقرير المجلس الأعلى للتربية و التعليم أعلنت على إثره حالة طوارئ في جميع المؤسسات التعليمية التي أفردت يوما خاصا لتقديم المقترحات الملائمة للخروج من الوضع الكارثي الذي وصل إليه التعليم في بلادنا بعد أن كان يضرب به المثل مع جيل بوكماخ.
لقد عادت الكرة أخيرا إلى ملعبها لكن وقبل أن نتكلم عن أي سبيل للخروج من المأزق يجب أن نعود أولا إلى المحطة التي انطلق منها الميثاق من أجل تصحيح الأخطاء الجديدة التي جاء بها هذا المشروع والتي زادت الأوضاع في واقع الأمر تعقيدا فعلى سبيل المثال لا الحصر تناسلت المقررات داخل نفس المستوى لتزيد العبء على جيوب المواطنين و ضاع رجال التعليم بين مناهج مستحدثة تم اجتيازها في عدد من الدول المتقدمة في غياب دور حقيقي لهيأة التأطيرالتي تناقصت أعدادها بشدة بعد إغلاق مركز تخريج المفتشين و إحالة العديد منهم إلى التقاعد أو خروجهم عن طريق المغادرة الطوعية التي زادت الوضع استفحالا خاصة على مستوى الإدارة التربوية و امتد الفشل إلى الجامعات بعد إدخال نظام الوحدات دون دراسة معمقة و واعية حيث حد هذا النظام كثيرا من حرية الطالب في البحث و العطاء بعد أن أصبح مقيدا بمقرر أستاذه المباشر ومطالبا بالحضور في جميع الأوقات حتى لا تضيع نقطة المراقبة المستمرة مما انعكس سلبا على النتائج المحصلة والتي طالت لعنتها جميع الأسلاك التعليمية.
و اليوم فإننا لا نستطيع التفاؤل من جديد بناء على تقارير و مقترحات قد تبقى حبرا على ورق بل الأدهى من ذلك أن تستعمل ضد رجل التعليم بتحميله مسؤولية الفشل الذي يرفل فيه القطاع وقد بدأت فعلا بوادر ذلك تلوح مع تشكيل لجان المسائلة التي لم يتم تشكيلها لمحاسبة أولائك الذين استهلكوا الأموال الطائلة دون جدوى.
وقبل أن نشرع في تقديم الحلول يجب أن نراجع أولا الأوضاع المزرية التي تعيشها أغلب المدارس العمومية حيث يفتقد معظمها لأبسط التجهيزات الضرورية كالمرفق الصحي و خاصة المدرسة الابتدائية.
وأخيرا و رغم تفعيل كل الحلول فإنها لن تؤتي أكلها دون تسوية مريحة للوضعية المادية لرجل التعليم وإعادة الاعتبار له معنويا.

لماذا المعلم؟

الجمعة، 2 ماي 2008
إذا كان المعلم قد تنكر لهذا اللقب وهو يتأمل سعيدا عبارة أستاذ في شهادة العمل الجديدة فلأنه, و للأسف, لم يعد يدرك عمق رسالته الإنسانية في مجتمع قد صار فيه ضحية بعد أن كان سيد الموقف, وبعد أن كانت تنحني له الجباه بات مسكينا وطريد ديون و شكايات..
فواقع المهنة مر و تضحياتها جسام لكل من يعمل بوازع الضمير ورغم ذلك يبقى جزاؤه جزاء سنمار..وبعد أن كان يقال في المثل المغربي طاحت السمعة علقوا الحجام أصبحوا اليوم يعلقون المعلم الذي صار يجاهد فقط لضمان حقوقه وكرامته.
لقد لقب أكبر فيلسوف عرفته البشرية –سقراط- بالمعلم الأول, وفي حديث الرسول (ص): (إنما بعثت معلما) أكبر احتفاء بهذا اللقب, و إلى عهد قريب كان المعلم في المغرب عضوا من طبقة النبلاء إلى الحد الذي حمله الناس على كل من يتقن صنعته حتى عد من أشهر ألقاب الملك الراحل-الحسن الثاني- لخبرته الواسعة بشؤون المملكة و دهاليز الحكم و السياسة. لكن سياسات الحصار و التهميش المتعاقبة والتي صبت من خلالها الدولة جام غضبها على أخطر فئة كانت تقود يوما المجتمع أضعف من وهج الرسالة التي يحملها هذا الإنسان القدوة و جعله رهين بؤس الواقع.
إن احتقار المعلم و تهميشه في أي دولة أو حضارة لهو دليل قاطع على انحطاط هاته الأخيرة و اضمحلال القيم فيها, فالمعلم هو الذي يصنع الطبيب و المهندس و الفنان, و هو أول قدوة للأجيال الصاعدة و حقه في الإحترام و التقدير واجب مفروض قد نحته أمير الشعراء شوقي في أروع صورة بذاكرة الأجيال عندما قال:
قف للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
وختاما, فإن الكلمات قد لا تفي بالغرض و لكن الذكرى تنفع المومنين.

قبل البدء

الاثنين، 28 أبريل 2008
عندما فكرت في إنشاء هاته المدونة مجاراة لما تعارف عليه جيل اليوم ولحاقا بموضة العصر توقفت كثيرا في اختيار المواضيع التي سأكتب فيها أو بالأحرى تلك التي يمكن أن تعكس صورتي الواقعية دون مساحيق تجميل أو نسخ مشوهة لأفكار وإبداعات الآخرين.
وقد كان قرار الإختيار هذا أصعب قرارأردت من خلاله أن أرسم فيه حدود أفكاري لأكتشف بأن الكتابة عندي مجرد نزوة لا ترتبط بتوقيت معين أو موضوع محدد..
إنها كطائر حر لا نستطيع الإمساك به فقط للإستمتاع بجماله و غنائه وقتما نريد والكاتب الحر لا يرتكب هذه الحماقة..
كنت أرفع من قبل شعارا خاطئا لا أدري ممن اقتبسته و أي حكيم أحمق غرر بي لأقبله, كنت أقول بأن الكتابة مركبة تتزود ببنزين المطالعة و من الأفضل ألا نكتب حتى نحقق الإشباع في القراءة وحتى لا تنضب المعلومات والأفكار قبل أن يجف القلم..ولكم كان هذا التصورخاطئا وحالما أضعت به الكثير من الوقت بعيدا عن متعة الكتابة, ذلك أن هذه الأخيرة إحساس يتجسد عادة من وحي اللحظة..قد نسميه إلهاما من نوع خاص لا يدرك كنهه إلا من احترف ترويض القلم وغاص في بحر الكلمات..
إنه فن راق يرتبط ارتباطا وثيقا بالذوق و المشاعرولا يتطلب لإخراجه إلى الوجود أي نوع من الوسائل المادية أو الإكسسوارات الإضافية..ذلك أنه يجد متعته في رحاب الصمت والسكون لكي لا يعكر صفو مجراه الإنسيابي شيئ آخر..
لعل من بينكم من يحب الكتابة على إيقاعات الموسيقى ويريد أن يحتج على الصمت..؟
لقد صدق أجدادنا عندما وصفوا الصمت بالحكمة التي تتفرق منها الحكم..فهو أيضا فضاء رحب لممارسة الخيال و إطلاق العنان للأفكارالجامحة ومجال خصب لصياغة المعاني والغوص في الكلمات..
وقبل أن أرفع قلمي و أفرد جناحي لأجول رفقتكم في هذا الفضاء الرحب للتواصل والعطاء أرحب بزوار هاته المدونة متمنيا لهم النجاح و التوفيق والإستمرارية في هذا الطريق بفكر حر ووعي جاد والله ولي التوفيق..شكرا لزيارتكم.
مع تحيات المدون